القاهرة, الاثنين 19 سبتمبر، 2022
تعاني الكنيسة الكاثوليكيّة جرّاء ممارسات النظام الإريتري في حقّها، من الحملات المنهجيّة لإغلاق المستوصفات الطبّية التابعة لها، وصولًا إلى مصادرة مؤسّساتها التعليميّة وتأميمها.
وأكدت أمانة سرّ الكنيسة الكاثوليكيّة في إريتريا أنّ قرار إغلاق مؤسّسات وأبنية صحّية وتعليميّة تابعة لها، يحول دون توفير الرعاية الصحّية والتعليم، ويعوق مدّ يد المساعدة للفقراء والمحتاجين، ويمنع الكنيسة من القيام بأعمال المحبّة.
كما ندّدت بمصادرة السلطات الإريتريّة 22 مستوصفًا طبّيًا وتأميم المدارس الكاثوليكيّة، كمدرسة الحجاز الزراعيّة الفنّية، وفق ما جاء في تقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية.
وفي تقرير آخر لـ«بي بي سي»، قالت مصادر إنّ الحكومة وضعت يدها بالقوّة على مدرسة دون بوسكو التقنيّة في ديكمهار في إريتريا وهي مدرسة تدريب أخرى للكاثوليك.
وأكدت الكنيسة أنّ هذه التدابير تأتي في إطار عمليّة تأميم اتُّخِذ القرار بشأنها أحاديًّا. ولفتت أمانة سرّ الكنيسة الكاثوليكيّة في إريتريا إلى أنّ عمليّة الإغلاق فُرِضَت على الكنيسة ومؤسّساتها ولم تُعلِمْها السلطات بذلك مسبقًا. كما لم يُفسَح المجال لأيّ حوار بين الكنيسة والحكومة التي حظرت كلّ النشاط التبشيري الكاثوليكي في البلاد.
وفي العام 2004، صنّفت وزارة الخارجيّة الأميركيّة إريتريا على أنّها بلد «مثيرٌ للقلق» بموجب قانون الحرّية الدينيّة الدوليّة. كما ذكر تقرير وزارة الخارجيّة للعام 2013 حول الحرّية الدينيّة في إريتريا أنّ أداء الحكومة في هذا المجال ضعيف.
وفي يونيو/حزيران 2014، أصدر الأساقفة الكاثوليك في إريتريا خطابًا رعويًّا بعنوان «أين أخوك؟»، شجبوا فيه غياب حرّية التعبير وانعدام سيادة القانون، معربين عن حزنهم العميق للإجراءات القسريّة التي اتّخذتها الحكومة وتمثّلت بإغلاق مؤسّسات تعليميّة وصحّية تنتمي شرعًا إلى الكنيسة الكاثوليكيّة.
وقد عارض الأساقفة الكاثوليك في إريتريا هذه الإجراءات، إيمانًا منهم بأنّ الخدمات الاجتماعيّة للكنيسة موجّهة لخَيْرِ الإنسان والمجتمع ولا تتعارض مع المسؤوليّات والإجراءات الحكوميّة، متعهّدين مواصلة استعادة المؤسّسات الكاثوليكيّة المُصادرَة بالقوّة.
عرفت إريتريا المسيحيّة في القرن الأوّل الميلادي، ويَعتنِقُها 51% من السكّان. وتقع إريتريا في شمال شرق إفريقيا، ويبلغ عدد سكّانها 6 ملايين نسمة.
وتوجد في البلاد ثلاث كنائس، أوّلها كنيسة التوحيد الأرثوذكسيّة «توهدو» التي تجمعها علاقات قويّة ومصالح مع الحكومة الإريتريّة.
والكنيسة الثانية هي الكاثوليكيّة الإريتريّة، وهي واحدة من 23 كنيسة شرقيّة تجمعها شراكة كاملة مع الكرسي الرسولي، ويُقدّر عدد أعضائها بنحو 168 ألفًا ومقرّها العاصمة أسمرة. وفي 19 يناير/كانون الثاني 2015، أعاد البابا فرنسيس تنظيمها وفصلها عن نظيرتها الإثيوبيّة ورفعها إلى رتبة كنيسة متروبوليتيّة في أسمرة، مع أبرشيّات أخرى في كرن وبارنتو وسيغينييتي. وتعود جذور الكنيسة الكاثوليكيّة الإريتريّة إلى العصور الرسوليّة، وتستخدم لغة الجعيز القديمة في طقوسها.
والكنيسة الثالثة هي البروتستانتيّة وهي حديثة العهد مقارنةً بسواها من الكنائس المحلّية.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته