دمشق, السبت 17 سبتمبر، 2022
ترأس البطريرك يوسف العبسي أوّل قدّاس إلهي يُقام في كنيسة سيّدة النياح القُرشي بدمشق منذ 40 عامًا، برفقة النائب البطريركي المطران نقولا أنتيبا، وبمعاونة لفيف من كهنة أبرشيّة دمشق، وبمشاركة أخويّة الميلاد للجامعيّين والعاملين، وسط حضور كبير للمؤمنين من حيّ الميدان الوسطاني المجاور للكنيسة.
وتقع كنيسة سيّدة النياح في زقاق القرشي بحيّ الميدان في دمشق. منذ أكثر من عقد من الزمن، كان يُقام فيها قدّاس شهري، ثمّ أُهمِلت كلّيًا إلى أن أعاد أحد المتبرّعين ترميمها وتأهيلها لتصبح جاهزة لإقامة الصلوات فيها مجدّدًا.
وكانت الكنيسة منزلًا عربيًّا قديمًا اُقيمت فيه بعض الصلوات، وتمّت لاحقًا توسِعتُها عبر ضمّ منزل مجاور لها، نظرًا إلى عدم اتّساعها للعدد الكبير من المُصلّين. لكنّها ما زالت حتّى الآن في حاجة إلى بعض أعمال الترميم وكذلك إلى الأيقونات، بدلًا من تلك التي سُرِقت منها في الماضي.
لمحة عن كنيسة سيّدة النياح
لا تمتلك بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك ما يُثبت التاريخ الفعلي لإنشاء هذه الكنيسة القديمة أو لتدشينها. لذلك تضاربت آراء المؤرّخين حول قضيّة تاريخ بنائها. وقد بحث مؤرّخون كُثر في تاريخ تشييدها، بينهم نعمان قساطلي، وهو من أوائل الكتّاب في تاريخ دمشق بالمفهوم الحديث، وقد جاء في كتاباته أنّ «للكاثوليك ثلاثَ كنائس: واحدةٌ في المدينة واثنتان في الميدان. الأولى في محلّة باب المصلّى على اسم القديس جاورجيوس، والثانية في القُرشي على اسم سيّدة النياح، وهما صغيرتان بناهما المرحوم البطريرك مكسيموس مظلوم بعد بنائه الكنيسة الأولى أي كاتدرائيّة سيّدة النياح في حارة اليتون ببضع سنين».
وتحدّث عن تاريخ بنائها أيضًا الأب جوزيف حجار، فقال: «إنّ البطريرك مكسيموس مظلوم، بعدما عاد إلى دمشق في العام 1849، بنى كنيستَي باب المصلّى والقرشي وكتب في إحدى رسائله في العام 1850 أنه بنى في دمشق 3 كنائس، بحسب فرمانات الحكم التركي».
يعود تاريخ بناء الإيقونسطاس إلى حوالي 1860، وأقدم أيقونة موقّعة فيه ومؤرّخة هي «إيليا النبي الغيور» للأيقونوغرافي نعمة ناصر حمصي في العام 1864، أما أيقونات القسم العلوي من الإيقونسطاس، فمنسوبة إلى يوحنا صليبا القدسي.
معلومات مغلوطة عن الكنيسة
وُضعت لافتة فوق باب الحرم الخارجي ذُكر فيها أنّ الكنيسة شُيّدت في العام 1820، لكنّ بناءها أتى بعد عمليّة بناء كاتدرائيّة سيّدة النياح في حارة الزيتون ضمن أسوار المدينة القديمة في العام 1834، لتأخذ شكلها الحالي، فيُصبح ما كُتب فوق باب الحرم الخارجي أنّها بُنيت في العام 1820 في عهد البطريرك مكسيموس مظلوم، مغالطةً تاريخيّة، إذ لم يكن هذا الحبر قد تبوّأ الكرسيّ البطريركي بعد.
فُسِّرت هذه المغالطة كما يلي: لقد أراد أبناء الرعيّة إظهار أقدميّة كنيستهم عبر وضعها في عهد البطريرك إغناطيوس الخامس قطان (1816-1833)، لكنّ بناء الكنيسة بشكلها الحالي يعود إلى عهد البطريرك مظلوم (1833-1855)، وعلى هذا النحو تمّ تفسير دمج تاريخ بناء الكنيسة مع تاريخ عهد البطريرك إغناطيوس في اللافتة المذكورة آنفًا والتي وُضعت بعد بناء الكنيسة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته