روما, الأربعاء 14 سبتمبر، 2022
وجّه البابا فرنسيس صباح اليوم نداءً دعا فيه إلى التخلّي عن الأصوليّة وازدراء إيمان الآخرين وبناء عالم جديد، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر السابع لقادة الأديان العالميّة والتقليديّة الذي يُعقد في مدينة نور سلطان الكازاخستانيّة، تحت عنوان «الجائحة، بين الوهن والعلاج». وحدّد البابا في كلمته أربعة تحدّيات عالميّة، الأديان مدعوّة لمواجهتها وهي: جائحة كورونا والسلام والاستقبال الأخوي والاعتناء بالبيت المشترك (البيئة).
قبل افتتاح المؤتمر، الذي شارك فيه الكرسي الرسولي السنوات الماضية من خلال أحد الكرادلة، صلّى قادة الأديان بصمت. وبعد الجلسة الافتتاحيّة، التقى البابا قادة مشاركين، بينهم شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيّب.
في بداية الجلسة، ألقى الرئيس الكازاخستانيّ كاسوم-جومارت توكاييف كلمة، وبعدها بدأ الأب الأقدس كلمته التي تمنّى فيها أن تفتح كازاخستان دربًا جديدة ترتكز على العلاقات الإنسانيّة من الاحترام والصدق في الحوار والتعاون، فتخلق بذلك «دربًا أخويّة للسير معًا نحو السلام».
استعار البابا كلمات الشاعر الكازاخستاني أباي ليطلب من قادة الأديان أن يبقوا قلوبهم صافية وشفوقة، متخلّين عن ازدراء الأديان والأصوليّة الذي يلوّث الإيمان ويفسده. وذكّر فرنسيس بإلحاد الدولة الذي عاشته تلك المناطق، شارحًا أنّ الأديان ليست مشكلة بل جزءًا من الحلّ لتعايش متناغم. وقال: «نحن بحاجة للأديان من أجل الاستجابة للعطش إلى السلام واللاتَناهي الذي يسكن قلب الإنسان». وأكد الحبر الأعظم أنّ «الحرّية الدينيّة هي الشرط للنمو الإنساني الحقيقي والشامل».
تناول فرنسيس موضوع جائحة كورونا التي «وضعتنا جميعًا على المستوى عينه» لأنّنا كلّنا شعرنا بهشاشتنا وبأنّ لا أحد منّا ذا اكتفاء ذاتيّ. وأردف البابا أنّ ليس علينا المضيّ قدمًا بعد الجائحة كما أنّ شيئًا لم يكن، بل دعا إلى الإصغاء للأكثر ضعفًا والتضامن العالمي مع المحتاجين الذين عانوا من الوباء.
بعدها، انتقل الأب الأقدس إلى الكلام عن السلام، معتبرًا أنّ «الله سلام» وهو يقود الإنسان دائمًا نحو السلام وأنّ العالم يحتاج إلى شهيق آتٍ من الأديان تُحمى من خلاله الخليقة التي دُمّرت على وجه الأرض. وأكد فرنسيس ضرورة التخلّي عن ادّعائيّة معرفة كلّ شيء والمفاهيم الاختزاليّة المدمّرة التي تهين اسم الله في التشدّد والانغلاق والأصوليّة.
وعن تحدّي الاستقبال الأخوي، تحدّث الحبر الأعظم عن النازحين والمسنّين المهمّشين، مشدّدًا على أنّ على الأديان تذكير العالم بأنّ كلّ إنسان مقدّس. ودعا البابا إلى إعادة اكتشاف «فنّ الضيافة والاستقبال والشفقة»، واختبار «الخجل الصحّي» الذي يولد من «الشفقة للإنسان المتألّم».
وفي ما خصّ الاعتناء بالبيت المشترك، لفت فرنسيس إلى ضرورة حماية البيئة من «العقليّة الاستغلاليّة» وحماية كل أنواع الحياة. وانتهى البابا بالدعاء كي يحرّرنا الله العليّ من ظلال الشكّ والادّعائيّة ويساعدنا على بناء صداقات أخويّة عبر الحوار المستمرّ وصدق النوايا.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته