أرمينيا: طاولة مستديرة لعلماء مشاهير في كاتدرائيّة زفارتنوتس التاريخيّة

يريفان, الثلاثاء 6 سبتمبر، 2022

تستضيف كاتدرائيّة زفارتنوتس التاريخيّة في أرمينيا، الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول الحالي، إحدى جلسات مهرجان ستارموس الدولي العلمي السادس، ضمن طاولة مستديرة يشارك في أعمالها روّاد فضاء وعلماء معروفون، بينهم حائزون جوائز نوبل. وسيستغرق انعقاد الجلسة 108 دقائق أي عدد الدقائق نفسها التي استغرقها رائد الفضاء يوري غاغارين في أوّل رحلة مأهولة إلى الفضاء في التاريخ.

شُيّدت كاتدرائيّة زفارتنوتس في أواسط القرن السابع بتوجيه من الكاثوليكوس نرسيس الثالث (البنّاء) في الموقع الذي كان يُعتقد أن القديس غريغوريوس المنوّر أهدى فيه الملك تيريدات الثالث إلى المسيحيّة. وهي حاليًا تقع ضمن مقاطعة أرمافير بين يريفان وإتشميادزين، المدينة المقدّسة.

تُعدّ زفارتنوتس أقدم كنيسة تتراكوش وأكبرها في أرمينيا التاريخيّة. وتأثّرت بها تصاميم الكنائس الأرمينيّة اللاحقة ليصبح طرازها الهندسي السمة الأساسيّة في العمارة الأرمينيّة حتى يومنا هذا، مع العلم بأنّ هندستها قد تأثّرت بالنماذج المعماريّة السوريّة التي تعود إلى القرن الخامس، مع تأثيراتٍ يونانيّة وبيزنطيّة، خاصّةً في ما يتعلّق بالأعمدة ذات التيجان الحلزونيّة الأيونيّة وتيجان النسر. هذا فضلًا عن الكتابات الدالة على اسم نرسيس الثالث والمكتوبة بأسلوب المونوغرام، ليس باللغة الأرمينيّة وإنما باليونانيّة. تلك التأثيرات مردُّها إلى رغبة أرمينيا آنذاك في أن تكون حليفة للدولة البيزنطيّة حمايةً لها من التمدّد العربي.

زُيّنت الكاتدرائيّة بالفسيفساء وبزخارف تصويريّة، منها زخارف نحتيّة نباتيّة كالرمّان وعناقيد العنب، إضافة إلى وجود ساعة شمسيّة فريدة تحتوي نقوشًا أرمينيّة.

دُمّرت الكاتدرائيّة في القرن العاشر، واكتُشفت مطلع القرن الماضي -مع بقايا لقصر نرسيس الثالث ومصنع للنبيذ- وأُعيد بناؤها لاحقًا بشكل جزئي.

وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان ستارموس السادس المنعقد بين 5 و10 سبتمبر/أيلول هو الوحيد من نوعه في العالم من حيث حجم فعاليّاته التي لا تقتصر على العلم فحسب، بل على الثقافة والفنّ والموسيقى أيضًا. ويُتوقّع أن يكون هناك نحو مئة ألف زائر لهذا المهرجان.