بيروت, الثلاثاء 16 أغسطس، 2022
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس روكز في 16 أغسطس/آب من كلّ عام، وقد تميّزت سيرة حياته بالكثير من النعم الروحيّة. وُلِدَ في آواخر القرن الثالث عشر في مدينة مونبلييه الفرنسيّة. كانت عائلته تقيّة، وتتحلّى بالشرف والفضيلة. وبرز صليبٌ أحمر اللون على صدره منذ لحظة ولادته، وهو يرمز إلى نضاله في الحياة حتى شهادة الدم. أحبّ قريبه حبّه لنفسه. ولمّا مات والداه، وهو في ريعان الشباب، أعطى أمواله للفقراء، كما ترك إلى عمّه ما يملكه من أراضٍ وقرى عدّة. بعدها، ارتدى ثياب الفقراء، وهجر وطنه الأمّ، قاصدًا مدينة روما العظمى.
بعد وصوله إلى إيطاليا، اجتاح مرض الطاعون معظم مدنها، وكانت العدوى سريعة الانتشار. راح القديس روكز أمام هذا المشهد يهتمّ بدفن الموتى ويساعد المرضى ويشفيهم برسم إشارة الصليب المقدّس. أمضى ثلاث سنوات في روما، ومن ثمّ قصد مدينة بياتشنزا في إقليم إيميليا-رومانيا، شمال إيطاليا، وأكمل مهمّته في معالجة المصابين بذلك الوباء إلّا أنّه تعرّض هذه المرّة للإصابة بمرض الطاعون، وبدأ يشعر بأوجاع أليمة في جنبه. لجأ إلى الغابة، ويُرْوَى أنّه ظلّ على قيد الحياة بفضل كلب كان يسرق الطعام من مائدة صاحبه ويحضره له. ولمّا عرف لحظات لا تحتمل من الآلام، وهبه الله نعمة الشفاء، وأوحى إليه بالعودة إلى فرنسا.
كانت بلاده آنذاك غارقة في الحروب الأهليّة، وعيّن عليها عمّه واليًا. ولمّا عاد روكز إلى هناك متنكّرًا، ظنّوه جاسوسًا، وألقوا القبض عليه. كما أنّ عمّه الوالي لم يعرفه، وهو وكيل أملاكه، بل أمر بوضعه في السجن. تسلّح روكز بنعمة الصبر في سبيل تحمّل بلواه. عاش الصوم والصلاة والتقشّف مدّة خمس سنوات. ولمّا أحسّ بأنّ ساعة موته قد اقتربت، طلب كاهنًا كي يمنحه الأسرار المقدّسة. في العام 1327، انتقلت روحه إلى أحضان أبيها السماوي، وأشرق نورٌ ساطع في السجن، ووجدوا أمام جثمانه الطاهر لوحًا كُتِبَ عليه: «من أُصيب بالطاعون، والتجأ إلى عبدي روكز، ينجو بشفاعته».
وقيل إنّ عمه الوالي، لمّا عرفه من الصليب المحفور على صدره، أنشأ له كنيسة حملت اسمه تكفيرًا عن ذنبه معه. بشفاعته، تعافت مدينة كونستانس من الطاعون الذي انتشر فيها سنة 1414، وتقع هذه المدينة في أقصى جنوب ألمانيا على الحدود مع سويسرا. بعد تلك الأعجوبة، انتشر تكريم هذا القديس في فرنسا حتى وصلت شهرته إلى أوروبا.
لنصلِّ مع القديس روكز كي يمنحنا الربّ نعمة الشفاء من طاعون الأنانيّة وحبّ الذات، فنحيا عندئذٍ وصيّة المسيح، وهي بلوغ عمق المحبّة: «هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ» (يو 15: 12).
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته