الجمعة 13 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

قديس واجه الماسونيّة وأراد تبشير العالم العربي من بيروت. ما سيرة حياته؟

لوحة للقدّيس مكسيميليان كولبي/ Provided by: Father Elias Marswanian

وُلِدَ القدّيس مكسيميليان ماريّا كولبي عام 1894 في بولندا، وتحدّر من عائلة مسيحيّة ملتزمة. ظهرت له العذراء مريم في طفولته، حاملةً تاجَيْن بيدها: الأوّل أحمر والثاني أبيض، سائلةً إيّاه أيًّا من الاثنين يريد، فأجابها: «أريد الاثنين».

دخل رهبانيّة الإخوة الأصاغر الديريّين، وأسَّس في العام 1917 مع ستّة إخوة حركة مريميّة تُدعى «رسالة النقيّة» لهداية العالم بأسره إلى يسوع عبر العذراء مريم التي حُبِل بها بلا دنس ولردّ الماسونيّين إلى الإيمان. بدأ إصدار مجلّة أطلق عليها اسم «فارس النقيّة» وشيّد في العام 1927 دير-مدينة للعذراء مريم، وصل عدد الرهبان فيه إلى 800 شخص. ذهب مُرسلًا إلى ناغاساكي-اليابان في العام 1930، فأسّس ديرًا دعاه «حدائق النقيّة»، وبدأ يصدر مجلّة باللغة اليابانيّة.

أراد تأسيس مدينة للعذراء مريم في بيروت-لبنان، ضمن رؤيته العالميّة لإنشاء أديرة-مُدُن عدّة للعذراء النقيّة حول العالم بهدف هداية البشريّة جمعاء ليسوع. يومها اعتبر أنّه يريد إيصال الإيمان المسيحيّ من بيروت إلى المئة مليون عربي ومتكلّمي اللغات التركيّة والفارسيّة والعبريّة. لكن ظروف الحرب العالميّة الثانية حالت دون إنشاء هذا الدير.  

اعتقله النازيّون مرّتين في بولندا في خلال الحرب العالميّة الثانية؛ في المرّة الأولى، أطلق سراحه بعد ثلاثة أشهر، يوم عيد الحبل بلا دنس من العام 1939. أمّا في المرّة الثانية، فأُرسِل إلى مخيّم الاعتقال أوشفيتز.

قدّم حياته عن ربّ عائلة في أواخر شهر يوليو/تمّوز 1941 في أوشفيتز. يومها هرب سجينٌ من القسم الذي كان فيه القدّيس كولبي، لذا قرّر آمر السجن اختيار 10 سجناء للموت جوعًا وعطشًا. بعد اختيار السجناء العشرة، بدأ أحدهم، وهو يُدعى فرنسيس جاجوفنيكزيك، يصيح قائلًا: «رجاءً، أطلق سراحي. إنّني ربّ عائلة، لديّ أطفال وامرأة». عندها تقدّم القدّيس مكسيميليان، طالبًا من آمر السجن أن يستبدل جاجوفنيكزيك به. قَبِل آمر السجن، فبقي مكسيميليان في قبوٍ مظلم تحت الأرض يتضوّر جوعًا وعطشًا من آواخر يوليو/تمّوز حتّى قُتِلَ بحقنة فينول في يده في 14 أغسطس/آب 1941، ليلة عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السّماء. حُرق جثمانه بعدها في محرق جثث الأموات، ونُثر رماد جثّته كسماد للمحاصيل.

في أغسطس/آب 1945، نجا الدير الذي بناه مكسيميليان في ناغاساكي من القنبلة النوويّة التي ألقاها الجيش الأميركي على المدينة اليابانيّة. فدير «حدائق النقيّة» بقي على حاله بسبب إصرار الأب مكسيميليان يوم بنائه في العام 1932 على أن يكون وراء التلال المحاذية للمدينة، مع أنّ بناءه وراء التلال كان أصعب لطبيعة الأرض المنحدرة.

أعلنه البابا بولس السّادس طوباويًّا في العام 1971، وأعلنه البابا يوحنّا بولس الثاني قدّيسًا وشهيدًا للمحبّة في العام 1982 بحضور فرنسيس جاجوفنيكزيك، ربّ العائلة الذي مات عنه في أوشفيتز، والقدّيسة الأمّ تريزيا من كالكوتا.

في العام 1996، توفّي جاجوفنيكزيك وطلب أن يُدفن في مدينة النقيّة حيث كان يفترض أن يوارى مكسيميليان كولبي الثرى في مقابر الرهبان. يوم توفّي جاجوفنيكزيك كتبت الجرائد البولنديّة: «توفّي الرجل الذي جاب العالم وهو يقول: مكسيميليان كولبي قدّم ذاته من أجلي».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته