بيروت, الجمعة 12 أغسطس، 2022
دير مار مارون-عنّايا… عبق القداسة وفيض ينبوع الشفاءات…
فوق تلك التلّة المباركة في جبيل، يقع الدير الماروني الناضح بالإيمان الذي يحتضن ضريح القديس شربل مخلوف، على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر.
وتقع محبسة القديسين بطرس وبولس على الهضبة المقابلة للدير والبالغ ارتفاعها 1350 مترًا.
ولادة دير مار مارون-عنّايا
في العام 1820، قرّرت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة تأسيس دير على اسم مار مارون في عنّايا (اسم سرياني مشتقّ من «عَنُايا» أي المرنّم أو من «عَنُويا» أي الزاهد)، وانطلقت أعمال بنائه في العام 1828، وهي سنة ولادة مار شربل.
في العام 1829، تأسّس دير مار مارون في عنّايا، وتولّى رئاسته الأب سركيس القرطباوي، ثمّ الأب يوحنا القعقوري، فبنيَا بعض الغرف وكنيسة سقفاها بالخشب واشتريا الأثاث والأملاك.
في العام 1838، انتُخِب الأب عمّانوئيل الشبابي رئيسًا عامًّا، فاتّفق مع مجمع مدبّريه على متابعة بناء الدير، وسمّوا الأب ليباوس التنوري رئيسًا له. في 8 مايو/أيّار 1839، استُكْمِلَت أعمال البناء حتى 20 أكتوبر/تشرين الأوّل 1841، تاريخ انتهاء تشييده.
بعد إعلان شربل مخلوف طوباويًّا في العام 1965، بنت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة كنيسة جديدة من أجل استقبال الأعداد الكبيرة من المؤمنين الوافدين إلى عنّايا. وفي العام 1974، دُشّنت الكنيسة الجديدة التي أُنشئت على اسم مار شربل غرب الدير.
القديس شربل ودير مار مارون
كان دير مار مارون-عنّايا ديرًا للابتداء، وقد أبرز فيه مار شربل النذور الرهبانيّة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1853، ودُوِّن اسمه في هذا الدير في المجامع الديريّة لانتخاب وكلاء الأديار للأعوام 1868-1871-1874.
عاش شربل في دير مار مارون-عنّايا طوال 47 عامًا من حياته الرهبانيّة، منكبًّا على القيام بأشغال الدير والحقل، وكانت آية إضاءة سراج الماء أولى معجزاته.
في العام 1885، اجتاحت أسراب الجراد حقول عنّايا والقرى المجاورة، فأمر رئيس الدير آنذاك الأب شربل بمباركة الماء ورشّ الحقول به، فنجا كل حقل رشّه من الجراد، وهرع أهالي القرى المجاورة يطلبون ماءً مباركًا لرشّ حقولهم، فسلمت جميعها.
لقد أصبح دير مار مارون-عنّايا مزارًا عالميًّا يحجّ إليه الآلاف من كل المناطق والبلدان، وتخطّت المعجزات التي اجتُرِحت بشفاعة مار شربل منذ 1950 حتى الساعة حوالى 29400، وفق ما أفاد قيّم الدير الأب لويس مطر في مقابلة خاصّة لـ«آسي مينا».
محتويات دير مار مارون
إذا قصد الزائر الطابق السفلي في الدير، سيجد متحفًا يحوي ثيابًا رهبانيّة وكهنوتيّة وأواني كنسيّة استعملها القديس شربل والرهبان. ويضمّ المتحف التابوت النحاسي والتابوت الزجاجي الذي وُضِع فيه جثمان مار شربل أمام الزوّار في السابق، والفراش والثياب المضرّجة بدمه.
ويحتوي المتحف أيضًا على مجسّم عائلة مار شربل مجتمعة للصلاة قبل الطعام، فضلًا عن عكّازات وعصي تركها المؤمنون بعد شفائهم، وآلاف الرسائل من كل أنحاء العالم طلبًا لشفاعة قديس عنّايا.
أضف إلى ذلك، يمكن للزائر أن يختار كتبًا روحيّة بلغات مختلفة وتذكارات من أعمال الدير من المكتبة، وبركة بخور وزيت.
في حضرة القديس شربل
إن زيارة دير مار مارون-عنّايا تغمر القلوب بالنعم الإلهيّة والسلام الداخلي وترفعها إلى الأحضان السماويّة!
(Story continues below)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنإذا رغب المؤمن في زيارة هذا الدير الرائع، سيضع نفسه في حضرة أهمّ قديسي لبنان والعالم، شربل مخلوف!
الدعوة موجّهة من أرجاء هذا الدير العابق بالقداسة إلى الزائر ليغوص في مسكنه الداخلي ليلتقي بالربّ ويتأمّل في اتّضاع مار شربل ومحبّته لله.
ولعلّ الصلاة الأروع التي تُرْفَع إلى الله عند زيارة الضريح مكتوبة أمامه، بقلم الأب بولس ضاهر… لنتشارك قسمًا منها متّحدين بالصلاة:
«أيها القديس شربل، أسرع إلى معونتي، أنا الصغير الضعيف، أبعد عن حياتي الشرّ. ساعدني لأضع ثقتي دائمًا بالربّ، خاصّة في أوقات الوجع والتجارب.
بارك عملي، بارك عائلتي، بارك كل من يلجأ إلى شفاعتك في العالم كلّه، وخاصّة الآتي إلى هنا أمامك. أسكب في قلوبهم الطيبة ومحبّة الضعفاء والفقراء والموجوعين.
يا شفيعي الحبيب وحاميّ، أنا أثق بشفاعتك القديرة لدى الربّ يسوع، فانظر إلى ضعفي وباركني. آمين».
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته