هدنة في غزّة بعد ثلاثة أيّام من الهجوم الإسرائيلي والبطريرك صباح يعلّق

غزة, الثلاثاء 9 أغسطس، 2022

تعليقًا على الأحداث الأخيرة في الأراضي المقدّسة، تناول البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للّاتين سابقًا، على صفحته عبر الفيسبوك الاثنين 8/8/2022، العدوان الذي شنّته إسرائيل على قطاع غزّة مساء الجمعة الماضي واستمر حتى الأحد، قائلًا: «الحرب على غزّة تعني أن هناك حتى الآن حروبًا مقبلة كثيرة، تعني أن إسرائيل دخلت حربًا قبل أكثر من سبعين سنة، ولم تقدر أن تخرج منها بعد. على إسرائيل أن تراجع حساباتها. كسبت وخسرت. وما زالت خاسرة. يكسب من يكسب السلام والعدل والإنسانيّة. وكل هذا لم يتحقّق. أمام إسرائيل شعب فلسطيني مقيم في أرضه، يطالبها ويطالب العالم بحرّيته في أرضه، لا في أرض غيره. لا يمكن تجاهل ذلك. كبار العالم كلّه لا يمكن أن يتجاهلوا ذلك».

وأضاف البطريرك صباح: «سلام إسرائيل، سلام إبراهيم، سلام الله، يبدأ في فلسطين أوّلًا، ومع الفلسطينيين فقط، ثم يمتدّ إلى الجيران والمنطقة كلّها. على إسرائيل وعلى العالم أن يفهموا هذا. وإلا أبقوا المنطقة في قبضة الموت، وحوّلوا أنفسهم إلى صُنَّاع موت. وهم المسؤولون. الأرض والناس يقولون: سلام وعدل، وحقّ ما هو حقّ للفلسطينيين. صوت لا يمكن تجاهله. حرب دخلتها إسرائيل منذ أكثر من سبعين سنة، آن الأوان للخروج منها، وليس بحسب منطق القوّة والسلاح، بل بمنطق العدل والحقّ».

المؤسسات المسيحيّة في غزّة توقف فعاليّاتها

على صعيد المؤسّسات المسيحيّة في غزّة، أعلنت جميعها إيقاف فعاليّاتها ونشاطاتها في خدمة السكان من صحيّة وتربويّة وخدماتيّة، إثر شنّ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة، ثمّ عادت لاستقبال الجمهور مع صباح الاثنين.

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، علّق وديع أبو نصار، مستشار مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة، على تأثير تلك الحرب على أهالي القطاع وخاصّة المسيحيين، فقال: «المسيحيّون في غزّة شأنهم شأن الآخرين يعانون من آثار الحرب والحصار، ويجب تغليب لغة الحوار على لغة الحرب ومنح الفرصة للوسطاء للتوصّل إلى تفاهمات، وهذه الحرب تؤكد الحاجة الماسّة إلى حلّ عادل وشامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي كي يتمّ تفادي الحروب والضحايا».

حصيلة الضحايا الفلسطينيين

يُذكر أن الحرب توقفت بوساطة مصريّة، ودخل الطرفان في هدنة مساء الأحد إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن وقف إطلاق النار سرى ليل الأحد عند الساعة 23:30، شاكرًا مصر على جهودها التي أوصلت إلى هذه النتيجة.

هذا ورحّبت أطرافٌ عديدة بالتوصّل إلى اتفاق الهدنة، من بينها الولايات المتحدة الأميركيّة إذ أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن ارتياحه لذلك، مطالبًا بتوفير المعونات الإنسانيّة لسكان القطاع.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينيّة في قطاع غزّة ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى 44 بينهم 15 طفلًا و4 نساء، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة المصابين إلى 360 مصابًا.